کد مطلب:240873 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:219

ارأیت ما أکل أهل الجنة و ما شربوا یخلف مکانه
من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی الإرادة رواها الصدوق طاب ثراه و لربط الكلمة نذكر شیئا منها:

«ثم قال الرضا علیه السلام: یا سلیمان هل یعلم الله عزوجل جمیع ما فی الجنة و النار؟! قال سیلمان: نعم، قال: أفیكون ما علم الله عزوجل أنه یكون من ذلك؟! قال نعم قال: فإذا كان حتی لایبقی منه شی ء إلا كان، أیزیدهم أو یطویه عنهم؟! قال سلیمان: بل یزیدهم، قال: فأراه فی قولك قد زادهم ما لك یكن فی علمه أنه یكون، قال: جعلت فداك و المزید لاغایة له، قال علیه السلام: فلیس یحیط علمه عندكم بما یكون فیهما إذا لم یعرف غایة ذلك، و إذا لم یحط علمه بما یكون فیهما لم یعلم ما یكون فیهما قبل أن یكون، تعالی الله عن ذلك علوا كبیرا، قال سلیمان: إنما قلت لایعلمه لأنه لاغایة لهذا لأن الله عزوجل وصفهما بالخلود و كرهنا أن نجعل لهما انقطاعا، قال الرضا علیه السلام: لیس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لأنه قد یعلم ذلك ثم یزیدهم ثم لایقطعه عنهم، و كذلك قال الله عزوجل فی كتابه: «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غیرها لیذوقوا العذاب»، [1] و قال عزوجل لأهل الجنة»«عطاء غیر مجذوذ»، [2] و قال عزوجل: «و فاكهة كثیرة - لامقطوعة و لاممنوعة». [3] فهو جل و عز یعلم ذلك و لایقع عنهم الزیادة، أرأیت ما أكل أهل الجنة و ما شربوا ألیس یخلف مكانه؟! قال: بلی، قال: أفیكون یقطع ذلك عنهم و قد أخلف مكانه؟! قال سلیمان: لا، قال: فكذلك كل ما یكون فیها إذا أخلف مكانه فلیس بمقطوع عنهم...» [4] .

أهم ماجاء فی مناظرة المروزی هو مسألة البداء، و الإرادة و الثانیة أوسع بحثا من الأولی لأنها اشتملت علی أزید من خمسین سؤالا و جوابا حولها بینما البداء قدحوی أقل من عشرین و بالأخیر اعترف سلیمان المروزی بالبداء بعد إنكاره له و قد تعرضنا



[ صفحه 36]



لذلك فراجع [5] .

و أما الإرادة فكان یعتقد هو و أصحابه بقدمها و أنها كالسمع و البصر و القدرة من صفات الذات و عند أهل البیت علیهم السلام فعل من أفعاله تعالی كما قال الرضا علیه السلام: «المشیة و الإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله تعالی لم یزل مریدا شائیا فلیس بموحد» [6] .

و الفعل محدث فالإرادة محدثة ذكرناه عند كلمة: «الفعل كله محدث» [7] و هی مخلوقة كالمشیة [8] بناء علی أن الإرادة: المشیة، و هی كما فی الصادقی: «المشیة محدثه» [9] و إرادته إحداثه، لاغیر كما فی الكاظمی [10] .



[ صفحه 37]




[1] النساء: 56.

[2] هود: 108.

[3] الواقعة: 33 - 32.

[4] التوحيد 447 - 446، عيون أخبار الرضا 148 - 147/1.

[5] حرف الضاد مع الألف.

[6] التوحيد 338.

[7] حرف الفاء مع العين، التوحيد 448، عيون أخبار الرضا 148:1.

[8] التوحيد 234: «و بمشيته كانت الإرادة». و: 148، في الصادقي خلق الله المشية بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشية».

[9] التوحيد 147.

[10] المصدر. و في الآخر: «فارادة الله هي الفعل لاغير ذلك». التوحيد 147.